قدرتك على تخطى الكآبة اليوم أو غداً بشكل عام نابع من فكرة أصيلة واحدة وهي المرونة النفسية. كلما كانت لديك مرونة نفسية أكبر كلما كانت قدرتك على التأقلم السريع أكبر.
كيف من الممكن أن تحسن مرونتك النفسية؟
أولاً: في فكرة مهمة جداً وأي شخص يجب أن يضعها في باله وهي قدرة أي شخص منا على تغذية المشاعر السلبية أسهل بكثير من تغذية المشاعر الإيجابية وهذا أول وعي يجب أن يكون راسخ في ذهنك.
قدرتك على تغذية أنك خسرت عملك أو المشاكل العائلية زادت في المنزل وأنت ذو حظ تعيس بأن لديك هذه العائلة أو أو أسهل بكثير من أن تغذي عقلك بفكرة أنك تعيش تحت سقف جيد ولديك قوت يومك وتتمتع بجسد سليم، تغذية فكرة كهذه صعبة للغاية وستُمحى بعد خمس دقائق على عكس قدرتك على التفكير لأيام بما خسرته لأنه ببساطة الإنسان يفكر بالخسارة أكثر من ما يربح أو يملك حالياً. خسارة 20 دولار على قلبك ثقيلة أما كسب 20 دولار فليست بهذه الأهمية. لذلك طور وعيك حول هذه الفكرة بالذات.
ثانياً: تقبل مشاعرك السلبية لكن راقبهاً بشكل جيد وضع حداً لها. عش الحالة التي تريدها لكن ضع وقت محدد لها ثم قم بتغيير الوضعية التي كنت بها وأنت تعيش مشاعرك السلبية " خاوه " كما يقال. أي افرض الأمر على نفسك في البداية ثم ستجد نفسك بعد تحسن مرونتك النفسية أنك لوحدك قادر على عيش هذه الحالة لفترة قصيرة لا أكثر.
ثالثاً: عندما تتعرض لموقف سيئ ولو بسيط، حاول في كل مرة وجاهد أن تكون هادئ ومتزن. في كل مرة يفرض عليك دماغك أن تنفعل على " أشياء غير ضرورية " حاربه وهذا لن يحدث في ليلة وضحاها. شخص ما انتقدك، شخص ما أهانك، شخص ما تستطيع أن ترد له الصاع صاعين وتذله، حارب ما يرغب به عقلك، كل مرة حاول تمرير إنفعالك وأن تتمتع بالهدوء وستجد نفسك لا إرادياً بعد فترة حتى في المواقف الصعبة قادر على السيطرة على أفكارك السيئة ومحوها شيئاً فشيئاً.
لكن الأهم الأهم الأهم على الإطلاق ( بعيداً عن المرونة النفسية ) هي قدرتك على الاستمتاع مع نفسك خاصة أن اليوم الكآبة قادمة بسبب العزلة.
الشخص القادر على الاستمتاع مع نفسه احتمالية إصابته بالكآبة أو الحزن بشكل عام ضئيلة أو كما قالها شوبنهاور:
"يضع الشخص العادي سعادته في أشياء خارجة عنه، في الممتلكات والراتب والزوجة والأطفال والأصدقاء والمجتمع وما شابه ذلك بحيث عندما يفقدهم أو يجدهم مخيبين للآمال فأن أساس سعادته يتدمر"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق